تضخم البروستاتة
ماذا يقصد بالبروستاتة Prostate
سمية بهذا الاسم بسبب موقعها، بمعنى أن لفض البروستاتة يعني " ذات الموقع الأمامي " وهي غدة تقع في مفترق المسالك البولية، و التناسلية، وتبدأ هذه الغدة في التضخم مع بداية العقد السادس من عمر الرجل، أي عند الستين من عمره غير أن هذا التضخم يبقى معتدلا في كثير من الحالات.
ماذا عن تضخم البروستاتا/معانة الرجل بعد سن الستين |
ما هو دور البروستاتة
البروستاتة غدة تناسلية ، بتراوح وزنها عند الراشد ما بين 15 و 20 غراما لدى الشخص الراشد، ويتمثل دورها في إفراغ سائل مغذي للحيوانات المنوية، فهي تساهم في رفع قدرة الرجل على الإخصاب.
كيف يشكل تضخم البروستاتة متاعب للرجل
يقوم الرجل في الحالات العادية بإفراغ المثانة دون بدل أي مجهود، و لكن في حالة تضخم المثانة، فسوف يواجه عسر في البول، و مضاعفات أخرى حسب نسبة التضخم.
تحيط البروستاتة بعنق المثانة الذي له دور أساسي في عملية التبول، و الذي يسمح بأن تمر العملية بشكل انسيابي، و بكيفية تلقائية، ولهذا تمر عملية التبول بكيفية طبيعية عندما تكون البروستاتة مرنة، وعلى العكس إذا تضخمت هذه الغدة فهي سوف تتحول إلى حاجز يمنع عنق المثانة من القيام بدوره الفيزيولوجي، مما يجعل عملية التبول تفقد الطريقة العفوية لتصبح مصدر معاناة بالنسبة للشخص المصاب.
الأعراض التي تنبئ بتضخم البروستاتة
يعتبر عسر التبول من بين الأعراض الرئيسية لتضخم البروستات، و من الناحية السريرية، عند بلوغ الرجل سن الستين أو يقترب منها، فإنه يصبح يعاني من متاعب متزايدة ، بسبب عدم القدرة على إفراغ المثانة بكيفية طبيعية، حيث يجد نفسه مضطرا لبدل مجهود غير مؤلف لديه في السابق، وتزداد معاناته أكثر عند بداية التبول ، كما أن تدفق البول يفقد قوته الانسيابية المعتادة، حيث يصبح البول ينساب على شكل قطرات، و يخلق لذى المصاب انزعاجا كبير.
كما أن المصاب بتضخم البروستاتة، يكون مضطرا لمغادرة السرير في الليل مرات عديدة، فتضخم هذه الغدة يشعر المصاب بالرغبة في التبول، غير أنه يعاني من صعوبات كبيرة في إفراغ مثانته بشكل كامل.
الإسعافات الأولية
عند تضخم البروستات بشكل كبير، فإن الأمر يتطور وقد يصل إلى الاحتباس الكلي للبول، و تصبح عملية التبول مستحيلة تماما، وينتج عن ذلك تتمدد المثانة بعد أن تمتلئ، وفي هذه المرحلة يعاني المصاب آلم حاد يصعب تحمله، وفي هذه الحالة يجب نقل المريض إلى المستشفى على وجه السرعة، حيث هناك يقوم الطبيب بإفراغ مثانته بواسطة مسبار خاص Sonde.
تشخص تضخم البروستاتة
أول تشخيص لتضخم البروستاتة من طرف الطبيب، هو عندما يشتكي المصاب من عسر البول، و يكون سنه يقارب الستين فما فوق، فهو يطرح مباشرة احتمالية تضخم البروستات، غير ان هذا لا يعني ان عسر البول دائما مرتبط بتضخم البروستاتة.
وتأتي الخطوة الثانية ، لتأكد من تضخم البروستاتة بواسطة الفحص الشرجي، حيث يمكن للطبيب التشخيص بواسطة ألمس فقط، فإذا كانت البروستاتة منتفخة فهي تصبح شبيهة من حيث اللمس بكرة المضرب، وفي هذه الحالة يكون التضخم حميد ، وفي حالة عدم تمكن الطبيب من التوصل إلى التشخيص بالملمس بشكل دقيق أو في مجال بما يوحي بالشك فإن اللجوء إلى الجراحة يبقى الحل الوحيد لعلاج تضخم البروستاتة، أي في الحالات المتقدمة، والتي يسبب فيها عسر البول آلام حاد لا يحتمل، و يصبح المريض غير قادر على تحملها، أو قد تنعكس سلبا على حالته النفسية ، وتؤثر على حياته اليومية ، إلا أن الطبيب لا يلجأ إلى الجراحة إلا في حالات قليلة، بل يعتمد في البداية على بعض الإرشادات يتبعها المصاب بتضخم البروستاتة، مثل ممارسة الرياضة، و بعض الأدوية التي تخفف من أعراض المرض ، وتبقى المراقبة الطبية ضرورية للتدخل في الوقت المناسب في حالة حدوث أي مضاعفات.
التقنيات الجراحية المستعملة في علاج تضخم البروستاتة
توجد ثلاث تقنيات رئيسية في علاج تضخم البروستاتة وهي :
الاستئصال بواسطة المسبار : هذه الطريقة العلاجية تتميز بسهولة حيث أنها لا تتطلب إحداث شق جراحي، غير أن الجراح لا يلجا إليها في كل الحالات، فهي تستخدم عندما تكون الأورام صغيرة الحجم حيث يجب ألا يتعدى حجمها 20 غراما ، حيث يقوم بإدخال مسبار خاص عبر المثانة، وبعد معاينة التضخم بكيفية مباشرة، يقوم الطبيب باستئصال الورم الحميد بشكل تدريجي، مستعملا الطرف الأقصى للمسبار الذي يعبره تيار كهربائي.
الاستئصال عن طريق الجراحة : في هذه الحالة يقوم الجراح بتخدير عام المريض كون العملية تتطلب شق المثانة و في حالة ما إدا تمت بنجاح العملية ، لان هذا النوع من العمليات يتطلب جراحين متمرسين و أصحاب خبرة في هذا النوع من العمليات، فان المريض يستعيد عافيته خلال أسبوع بالأكثر، ورغم ان البول يبقى مختلطا مع البول فان الأمور سرعان ما تعود الى طبيعتها.
لعلاج بالتبريد : هذه الطريقة يلجأ إليها الطبيب عندما يكون المصاب غير قادر على تحمل العملية، وفي هذه الحالة يتم تبريد البروستاتة بواسطة بروكسيد الأزوت عبر مسبار خاص ، و قد تحتاج أنسجة البروستاتة لإتلافها نهائيا، حول ربع ساعة أو أكثر بقليل.
سرطان البروستاتة
يظهر السرطان في سن متقدمة ما بين الستين و الثمانين، و إذا ما قورن بالأورام السرطانية الأخرى فهو بتميز بتطوره البطيء، حيث أن كثير من الأشخاص المصابين بسرطان البروستاتة لم ينتبهوا لشيء إلا بعد مرور سنوات عديدة ، أي أن هذا النوع من السرطان يتطور في صمت، و في حالة وصول السرطان مراحل متقدمة ، فإن الخلايا السرطانية تبدأ في الانتشار في الجسم، و تستهدف بالأخص الهيكل العظمي و الرئتين.
في البداية تكون أعراض سرطان البروستاتة على مستوى الجهاز البولي، و يصبح لدى المصاب رغبة متكرر في التبول و خاصة في الفترة المسائية و في بعض الأحيان يكون البول مصحوب بدم، و في بعض الحالات يعاني المصاب باحتباس كلي أو شبه كلي للبول، كون الورم البروستاتي يمنع البول من الانسياب بشكل طبيعي حيث يشكل حاجزا ، و يصاحب هذا الاحتباس آلام حادة فوق طاقة المصاب.
ويشعر عدد من الأشخاص المسنين بالألم حادة في الظهر ، وعند استشارة الطبيب وبعد الفحص الدقيق الذي يقوم به هذا الأخير يتبين له أن تلك الألم الحادة ناتجة عن سرطان البروستاتة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فان اكتشاف هذا السرطان يتم بسبب ضهور أعراض على مستوى الرئة، و في هذه المرحلة تكون الخلايا السرطانية قد بلغت الاستشراء الرئوي.
الوقاية من تضخم البروستاتة
لا يمكن اتباع أي قواعد معينة لتفادي تضخم البروستاتة، لكن عند بداية التضخم، و قبل ظهور أعراض هذا التضخم، يمكن ان يلتزم المصاب ببعض القواعد و السلوكيات البسيطة ، التي يمكن أن تحد من تفاقم الحالة، و من حدة الاعراض البولية، كما يمكن تفادي العلاج الجراحي و من هذ القواعد :
- ممارسة الرياضة و تجنب الخمول الجسماني ، وخاصة رياضة المشي فهي جد نافعة في بداية تضخم البروستاتة،
- الامتناع عن شر ب الكحوليات،
- تجنب استعمال البهارات في الأكل،
- تفادي الأسفار الكثيرة ولمسافات طويلة.