أنواع الوسواس
الوسواس الإيجابي
الوسواس الإيجابي أو الوسواس الطبيعي هو الذي لا ينعكس سلبا على حياة الشخص، و الذي يدفعه إلى أخذ أدنى حد من الحيطة و الحدر في بعض الأمور الخاصة بحياته اليومية، و الحرص في ما يقوم به من أعمال، ومن بين أعراض الوسواس الإيجابي مثلا :
- النهوض من الفراش مباشرة بعد الإيواء تأكد من أن قنينة الغاز ليست مفتوحة،
- العودة إلى البيت بعد الخروج مباشرة لتأكد من إحكام إغلاق الباب.
أنواع الوسواس |
الوسواس المرضي
الوسواس المرضي أو ما يسمى بالوسواس العصابي، هو عكس الوسواس الإيجابي، فهو يجعل الإنسان محاصرا بأفكار و شكوك وهواجس مختلفة، التي قد ينتج عنها شلل نفسي حقيقي.
ورغم الإدراك التام للشخص أن تلك الأفكار التي تسيطر عليه غير منطقية على الإطلاق فإنها تفرض نفسها عليه، وتجعله في صراع لا ينتهي مع نفسه، مما يضطر معه إلى اللجوء إلى ممارسة طقوس معينة ، يكررها بانتظام للتخلص من الشكوك و القلق، الشيء الذي قد يؤدي به إلى الدخول في حلقة مفرغة يطبعها العجز عن تحقيق الذات، حيث أنه من خاصيات الموسوس أنه صريم مع نفسه في العديد من المواقف، الشيء الذي يخلق لديه الإحساس بعدم القدرة على تحقيق ما يصبو له.
إن المريض بالوسواس يكون واعيا بطبيعة الأفكار التي تهيمن عليه، و مدركا لغرابة الطقوس و الوسائل التي يلجأ إليها للتخلص من القلق و الهواجس التي تسيطر عليه، ورغم محاولاته فهو يخضع تدريجيا لما يفرضه عليه مرضه، الشيء الذي يمنعه أن يكون كما يود و يعيش حياة طبيعية كباقي الناس.
أنواع الوسواس العصابي
توجد ثلاث أنواع من الوسواس العصابي و هي :
الوسواس الفكري
يتعلق الأمر بمجموعة من الأفكار و التساؤلات تنبثق من دهن المريض، تتعلق بمجموعة من الأشياء مثل الأخلاق و الغيب، وتكمن الطبيعة المرضية لهذه التساؤلات في التكرار المرهق، وعدم القدرة على التخلص منها.
و يتمثل أيضا الوسواس الفكري في الاجترار المستمر للمريض للمجموعة من الظنون المرتبطة بالماضي، والحاضر، والمستقبل، مع نزعة مرضية إلى البلوغ إلى الكمال فيما ينجزه من أعمال.
و من بعض الأمثلة على هذا النوع من الوسواس مثلا، حين يتواجد الشخص في مقر عمله و يبذء يتساءل عن عقب السجائر الذي نطفها قبل ان يغادر المنزل هل بقي مشتعلا؟ هل شب حريق في البيت وقد يجد نفسه مضطرا للرجوع إلى البيت لكي يضع حدا لمخاوفه وقد أطلق قديما على هذا النوع من المرض بجنون الشك .
وسواس الخوف
يتمثل وسواس الخوف في الخشية المبالغ فيها من بعض الأمراض كالسيدا و السرطان، دون ظهور ما يبعث على الخوف المذكور، كما تنصب نسبة كبيرة من حالات وسواس الخوف الشديد على موضوع الطهارة، والخوف، من الجراثيم، وخصوصا طهارة اليدين، حيث يمكن أن يصل الأمر في الحالات الموغلة إلى غسل اليدين مئات المرات في اليوم، حتة أنه في بعض الحالات لا يكاد يبتعد المريض من سنوبر الماء حتى يعود إليه لغسل يديه من جديد،
ويدرك المريض أن مخاوفه لا يمكن أن تتحقق، غير أنه لا يستطيع الخلاص منها، فقد يخاف المصاب بوسواس الخوف مثلا، من إلقاء نفسه من مكان عال ، غير أنه يدرك في العمق أنه لا يستطيع فعل ذلك، إلا أن الخوف يضل يعكر صفواه باستمرار.
الخوف الاندفاعي
يمكن تعريف الوسواس الاندفاعي بأنه هو الذي يجعل المريض خائفا من القيام بأعمال تتنافى مع سلوكه و قيمه، مثل القيام بعمل منطوي على خطورة أو عمل سخيف أو منافي للأخلاق، كأن ينطق على حين غرة و رغم إرادته بكلمات نابية وهو برفقة أناس تربطهم علاقة الاحترام و التقدير،
وهناك بعض الحالات التي يشعر فيها المصاب بخوف شديد من أن يؤدي أشخاص يحبهم، مثل خوف الأم من إلقاء ابنها إذا حملته أو خوفها من السكين إذا جملته أن تطعن أحد أبناءها، و كل هذه أشياء لن تحدث بل هي أفكار تنبثق من دهن المريض ، وتخلق له نوعا من الصراع النفسي الشديد ، رغم أنه يعي جيدا أن هذه الأفكار غير منطقية و لا يمكن له القيام بها.
و في محاولة منه للتخلص من الأفكار التي تخلق له هذا الصراع النفسي و القلق، يلجأ المصاب إلى القيام بطقوس سرعان ما تتملكه هي الأخرى و تحيد سلوكياته عن التلقائية و العفوية، ومن هذه الطقوس عمليات الغسل المتكرر و التي يعاني منها المصابون بوسواس الخوف من المكروبات، حيث يقضي المريض جزءا كبيرا من وقته في غسل يديه وما أن يغادر الحمام حتى يتهيأ إليه أنه قد لمس مكان به جراثيم عند إغلاقه للصنوبر مثلا أو لمسه لقفل الباب.
وهناك حالات أخرى يجد المصاب نفسه مضطرا أن يستظهر بعض العبارات كلما رغب في القيام بعمل ما كأن ينطق في سره بسلسلة من الأرقام أو ترديد عبارات أو ما شابها ذلك ، وقد يصل به الأمر إلى العجز عن القيام بأشياء روتينية في حيتنا اليومية دون البدء بتلك الطقوس الدهنية كارتداء ملابسه، أو الخروج من البيت ، وهكذا يصبح أسيرا لأفكاره و لتلك الطقوس، الشيء الذي يزيد من معاناته ويصل المريض إلى هذه الرحلة في حالة وجود بنية معينة للشخصية تتوفر فيها مجموعة من والملامح و السمات، وهو ما يسمى بتربة الوسواس .
أعراض الوسواس المرضي
وحسب أطباء وعلماء النفس فهناك ثلاث أنواع من السلوكيات التي تتشكل منها هذه التربة لظهور الوسواس المرضي على المصاب، وهي :
البنية البسيكاستينية
في هذه الحالة يميل المصاب إلى العزلة و الانطواء على النفس، والخجل، والاحساس المستمر بالذنب، و اجترار الهواجس، و الوهن النفسي المستديم، و في أغلب الحالات فإن حياة المصاب الجنسية، والاجتماعية تتسم بضحالة شديدة.
البنية الوسواسية
ما يميز هذه الحالة هو ثلاث صفات يتسم بها المصاب وهي العناد ، والتردد، و الشك.
البنية الشرجية
يتسم المصاب في هذه الحالة بالمبالغة الشديدة، في النظام و الترتيب تصاحبها نزعة كمالية مع الميل الى التسلط والعناد.
توضيحات بخصوص أعراض الوسواس
إن الوسواس العصابي المرضي، يحدث لدى أشخاص لديهم بنية غير سوية للشخصية، غير أن الأسباب الحقيقة لحدوث هذا الوسواس تبقى غير معروفة، وهناك من الأخصائيين من يرى أن العامل الوراثي قد يكون له دور مهم في ظهور الأعراض الو سواسية، وهناك من المحللين النفسين من يؤكدون من جهة أخرى على أن تأثير العوامل المرتبطة بالتنشئة العائلية التي تعتمد الصرامة في المراحل المبكرة من الحياة،
ويضيف أخرون أن العوامل و المؤثرات الاجتماعية، يمكن أن يكون لها دور في ظهور أعراض الوسواس المرضي، و خاصة في المجتمعات المصنعة بسبب الانشغال المستمر بالعمل و ضغوط الحياة، على عكس بعض البلدان وخاصة النامية وقد يكمن تفسير ذلك إلى التقاليد التي تولي الأهمية للجانب الشفهي في الحياة اليومية، مما يجعل الأفراد بمنأى عن الوسواس المرضي في جل الأحيان.
العلاج
حسب الأخصائيين والأطباء النفسيين، فإن الوسواس المرضي قابل للعلاج في الوقت الراهن وينقسم العلاج إلى قسمين :
العلاج النفسي : أو العلاج السلوكي وهو يمكن أن يكون أكثر فعالية ،و الذي يركز على العادات المرضية المكتسبة.
العلاج بالأدوية : ويعتمد على بعض مضادات الاكتئاب النفسي و حسب الأخصائيين، فإن هذه الادوية تملك نجاعة لا يستهان بها في العلاج أو التخفيف من أعراض الوسواس.
العلاج السلوكي |
خلاصة
يتضح أنه بإمكان المصاب بالوسواس المرضي التخلص من مرضه أو التخفيف منه بنسبة كبيرة، إذا لجأ إلى أخصائي في هذا الميدان قصد العلاج.
،