ما هي التنمية الإنسانية
مقدمة
للحديث عن تنمية يجب التطرق إلى المشاريع التنموية المعتمدة، و نموذجيتها و أبعادها، و الميكانيزميات المعتمدة للنهوض بالقطاعات السوسيو اقتصادية، و قد شكل موضوع التنمية منعطفا كبيرا لدى مجموعة من الدول التي تهدف إلى اللحاق بباقي الدول التي اعتمدت محور التنمية كأساس للنهوض بمختلف المجالات الحيوية للتغير مسارها الاجتماعي ، وتشمل هذه المجالات الثقافة، و التراث، دون إغفال المجال الاقتصادي.
| التنمية الانسانية |
التنمية المحلية
التنمية المحلية هي القيام بمجموعة من النشاطات التي تهدف إلى النهوض بكافة المجالات ، الثقافية، و الاجتماعية، و الاقتصادية، لتحسين مستوى عيش أفراد المجتمع المحلي ،عن طريق الرفع من قدرات الأفراد و صقل مهاراتهم، و دعم سلوكيتهم، بما ينعكس إيجابيا على مجتمعهم، سواء على مستوى قطاعات الصحة، والتعليم، والشغل، وتسهيل الولوج إلى الخدمات الأساسية، وخلق أنشطة مدرة للدخل.
يعد الاهتمام بالتنمية المحلية من الأمور الأساسية التي حرصت أغلب الحكومات على النهوض بها بإنشاء مؤسسات خاصة للتتبع ، تعمل في مجال التنمية.
مفهوم التنمية الإنسانية
لا يمكن التحدث عن تحقيق التنمية دون الاهتمام بالعنصر البشري، و إعطاءه الأولية، فالإنسان هو أساس التنمية، لهذا قبل التفكير في تحقيق التنمية في أي مجتمع يجب أولا إعطاء الأولوية للتنمية الإنسانية و البشرية، و هناك العديد من المؤسسات الحكومية و المدنية التي تهتم بموضوع التنمية الإنسانية، حيث يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الاقتصادي و الاجتماعي بنشر أبحاث عديدة في ما يخص مجال الهجرة والسكان، والتعليم، والصحة ،و سوق الشغل، وعلى هذا المنوال تقوم مجموعة من الجهات المهتم بحقوق الإنسان و التنمية الإنسانية بنشر أبحاث و دراسات في الموضوع.
مبادئ التنمية الإنسانية
وتطرح مجموعة من الأفكار و الاقتراحات في مجال التنمية الإنسانية والبشرية أهمها :
- التمتع بالحقوق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لتشجيع الإبداع والإنتاج، وحرية الرأي للوصول إلى الاستمتاع بالاحترام الذاتي ، الشيء الذي سيساهم بشكل كبير في الحفاظ على المكتسبات و استدامتها.
- بناء و صقل قدرات الفرد و استثمار هذه القدرات في مختلف المجالات التي تهم الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق الرفاهية والرقي وكذلك التمتع بالحرية و الكرامة و العدالة.
- نبذ جميع أشكال التمييز، وحق المشاركة في تسيير وتدبير شؤون الحياة العامة، والحق في الوصول إلى المعلومة.
إن الوصول إلى تنمية إنسانية بمفهومها الحقيقي يستوجب تحقيق الرفاهية المادية بالتوازي مع تمتيع الفرد بحقوقه المعنوية لتشمل الحرية و العدالة للحفاظ على الكرامة الإنسانية، و يتطلب تحقيق ذلك بناء ركائز متينة، تتمثل في تثبيت الحق و القانون لتحقيق العدل فلا تنمية في مجتمع يعرف اختلال في المنظومة القضائية، فإذا صلح القضاء فسوف يعم الإصلاح جميع القطاعات التي تهم أفراد المجتمع وعلى رأسها التعليم، والصحة، الشغل، حيث ستربط المسؤولية بالمحاسبة.
| مبادئ التنمية الإنسانية |
معيقات التنمية الإنسانية
غير أنه و مع تضارب المصالح ، و تعسف صانعي القرار، وتفشي الريع الاقتصادي، كلها عوامل تحول دون تحقيق تنمية إنسانية حقيقة، وهذا لا يشمل الدول النامية او السائرة في طريق النمو فقط، بل يشمل أيضا الدول المتقدمة و التي تدعي الديمقراطية.
إن شجع بعض أنظمة الدول الكبرى، و أطماعها السياسية و الاقتصادية، ساهمت وبشكل كبير في إعاقة التنمية في العديد من الدول بشكل مباشر ، عن طريق خلق نزاعات و صراعات و حروب ، وإما بشكل غير مباشر وذلك عن طريق استنزاف خيراتها وحرمان موطنها من الاستفادة منها بتواطؤ مع الأنظمة الحاكمة وأصحاب القرار بها.
وخلاصة القول فإن العمل على تحقيق التنمية الإنسانية، يتطلب مجهودات جبارة تبدأ بالإنسان أولا، الذي يعتبر محور هذه التنمية عن طريق العمل على وصول إلى الإشباع الفكري و معرفة الذات بنشر الوعي وترسيخ معنى الكرامة الإنسانية عند الأفراد. لينطلق بعد ذلك في العمل على تحقيق تنمية مبنية على أسس متينة تسمح واستدامتها.