ماهي أسباب واعراض اليارقان Ictére عند الرضع
تعريف اليرقان
يعتبر اليرقان من الحالات الأكثر شيوعا في الفترة الأولى من حياة المولود، وهو ذلك اللون الأصفر الغير طبيعي الذي يظهر على الجلد و العينين، مما قد يشكل قلقا و انزعاجا لذى الكثير من الآباء و الأمهات، غير أن يرقان الوليد لا يشير دائما إلى وجود مرض من الأمراض.
بعد وضع الجنين مباشرة يبادر الطبيب إلى فحص الجنين للاطمئنان على صحته، فإذا ما بدا له أن الأمر ليس على ما يرام فإنه سوف يشرع مباشرة في الإجراءات العلاجية الضرورية.
اليرقان عند الاطفال |
و اليرقان قد يكون غير طبيعي، و في هذه الحالة يعمل الطبيب على تحديد الأسباب، و قد يكون اليرقان حالة عابرة لدى المولود إذا كان في حالة جيدة، و هذا النوع من اليرقان لا يشكل أية خطورة على المولود ، و يسمى اليرقان البسيط أو اليرقان الفيزيولوجي Ictére Phyiologique، و سمي بهذا الاسم لأنه لا يستوجب علاجا، خلافا للحالات المرضية الأخرى التي تستوجب علاج مبكر.
و يظهر اليرقان البسيط في اليوم الثاني من الولادة، فهو لا يحدث اطلاقا قبل مرور يومين او اكثر على الولادة، و اذا ضهر اليرقان قبل مرور اليوم الثاني على الولادة ، فهذا دليل على وجود مرض ولبدا من تشخيصه، وهو ما يسمى باليرقان المرضي، وغالبا ما تكون كثافة اليرقان البسيط متوسطة أو ما دون ذلك .
أسباب اليرقان عند الرضع
من أكثر الأسباب شيوعا والتي تؤدي إلى إصابة المريض باليرقان باستثناء اليرقان البسيط نجد ما يلي :
اليرقان الناجم عن تشوه المسالك الصفراوية
و يعتبر هذا النوع نادر جدا ، و علاجه يتمثل في الجراحة التي تهدف إلى التصدي للتشوه المذكور كل ما كان ذلك ممكن.
اليرقان الناتج عن التهاب على مستوى الكبد
في أغلب الأحيان تكون هذه الحالة ناتجة عن الفيروسات، و يختلف هذا اليرقان و الأعراض المرافقة له حسب نوعيته، ودرجة إصابة الكبد وهذا النوع من اليرقان يتطور بكيفية حميدة، حيث يسترجع المصاب لونه الطبيعي على نحو تدريجي، ورغم ذلك فهذا النوع من اليرقان يستوجب مراقبة طبية دقيقة حتى يجتاز المريض المرحلة الحرجة.
تعتبر حالات الزراق من الحالات التي تشاهد عند المولود مباشرة بعد الولادة، و تتميز هذه الظاهرة على الصعيد السريري بلون البشرة الأزرق كما يتضح ذلك من تسميتها، و تختلف كثافة هذه الزرقة باختلاف الأسباب التي تؤدي إليها، لدى من الضروري فحص المولود بشكل جيد وفي غرفة مضاءة، حتى يتم اكتشاف أعراض هذه الظاهرة المرضية، حيث عادة ما يكون هذا الزراق واضحا بشكل كبير على مستوى الأطراف و العينين، و كذلك بجانبي الفم.
وبفعل الإجراءات الطبية البسطة، يخف الزراق في كثير من الحالات إلى أن يختفي، و هذه الإجراءات تهدف إلى إنعاش المولود، حتى يستعيد حيويته، بعد التخلص من المتاعب الناتجة عن الولادة، وهكذا يسترجع الوليد لونه الطبيعي و يصبح لا يعاني من شيء.
كما يمكن أن ينتج الزراق في بعض الحالات عن أمراض ناتجة عن إصابة الجهاز العصبي.
أيضا يمكن للجهاز التنفسي ان يتسبب في حالة الزراق عند الوليد، حيث يؤدي إعفان حاد في الرئتين وهو إعفان يرتبط في جل الأحيان بازدراد الوليد لسوائل تعج بالجراثيم أثناء اجتيازه لحوض الأم، وتحدث هذه الظاهرة، بشكل خاص أثناء الولادات العسيرة التي تطول أكثر مما ينبغي، ينتج عنها إنهاك الأم و الجنين، وإذا ما عولجت هذه الحالة بكيفية مبكرة و فعالة، فإن الأمور سوف تعود إلى طبيعتها في ظرف وجيز نسبيا.
و قد تشير حالة الزراق إلى التهاب السحايا لدى المولود، أو بنزيف حاد في هذه الأغشية التي تغلف الدماغ.
وقد تنتج حالة الزرقاء أيضا عن إصابة القلب بأمراض أو تشوهات تؤدي إلى اختلاط دم الشرايين بدم الأوردة ،ويعتبر تشخيص هذه التشوهات ليس بالأمر الهين لذى المولود، نظرا لحساسية الخصائص التي تطبع هذه الفترة من حياته ، و توجد بعض التشوهات القلبية التي يمكن للمولود أن يتعايش معها إلى أن يشتد عوده، و يصبح أكثر قدرة على تحمل العملية الجراحة.
عدم توافق فصيلة الدم ريزوس الأم و الجنين
في هذه الحالة يحدث صراع مناعي بين الأم و جنينها، وهذا الصراع ناتج عن كون أن الطفل ينتمي إلى فصيلة ريزوس الموجب +R في حين الأم تنتمي إلى فصيلة ريزوس سالب -R، الشيء الذي يدفع بجهاز المناعي للأم إلى إفراز أجسام مضادة تقوم بالتصدي للكريات الحمراء للجنين وتعمل على تدميرها، وقد يؤدي هذا التدمير في غالب الأحيان إلى وفاة الجنين، و في حالة خروج المولود إلى الدنيا حيا، فإنه يكون مصابا بحالة متقدمة من الأنيميا، ويظهر عليه يرقان شديد الكثافة خلال ساعتين بعد الولادة، حيث تشكل مادة البلروبين Bilirubine التي ترتفع بنسبة كبيرة في الدم جراء تدمير الكريات الحمراء للجنين خطورة كبير بسبب تراكمها بالمراكز الحساسة للمخ مؤدية إلى عواقب وخيمة قد يضطر معها الطبيب إلى تغيير دم المولود بأكمله لتجنب هذه العواقب.
حالات النزيف عند حديث الولادة الولادة
إن من أسباب النزيف عند المولود هو نقص الفيتامين "k"، الذي يلعب دورا أساسيا في الوقاية من حالة النزيف، ولكون المولود لا يتوفر في أيامه الأولى على المقدار الكافي من هذا الفيتامين، حتى لو كان الحليب الذي يتناوله مصدره الأم و كذلك عدم تواجد الجراثيم النافعة و المتخصصة في انتاج الفيتامين "k" في الأمعاء خلال الأيام الأولى من الولادة، ضف إلى ذلك خلايا الكبد غير ناضجة بالشكل الكافي لدى المولود، مما لا يسمح بإنتاج بعض العناصر البيولوجيا الضرورية لإرقاء الدم ، و لهذا يحرص الأطباء على حقن المولود بمقدار معين من فيتامين "k" مباشرة بعد ولادته، حتى لو كان الرضيع بصحة جيدة.
اليرقان |
و لكل ما سبق فإن هذه الحالات تشكل خطورة كبيرة على حياة المولود، الشيء الذي يتطلب علاجا مبكرا.