القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هو داء الزهري/الأمراض ذات الانتقال الجنسي

 ما هو داء الزهري 

توجد أمراض تنتقل عبر العلاقات الجنسية بالأساس،  وكثيرا ما تزداد تفاقما خاصة لدى النساء في معاناة يكتنفها الكتمان والسرية، وهذه الأمراض تتميز بكونها تتغير مع مرور السنوات، حيث أعراضها تتغير و تصير مختلفة على ما كانت عليه، وتكتسب الجراثيم التي تتسبب في هذه الأمراض خصاص جديدة الشيء الذي يجعل البعض منها أكثر قدرة على مقاومة للأدوية التي تستعمل في علاج هذه الأمراض.





ما هو داء الزهري  Syphilis
داء الوهري





تعريف داء الزهري  

داء الزهري  أو داء الإفرنجي يندرج ضمن الأمراض  ذات الانتقال الجنسي، و هو من الأمراض  التي تنتج عن تكاثر  نوع  معين من الجراثيم في الجسم، و هي عبارة عن ميكروبات دقيقة و حلزونية الشكل، و داء الزهري هو مرض تناسلي ينتقل من شخص إلى آخر عبر الاتصال الجنسي المباشر، و قد ينتقل من المرأة الحامل إلى الجنين، و في هذه الحالة يزداد المولود حامل للمرض، و يطلق على هذا النوع من المرض بالزهري الخلقي Syphilis Congenital.



نبذة تاريخية عن مرض الزهري 

حسب المهتمون بتاريخ الطب فإن مرض الزهري لم يظهر إلا مع بداية القرن الخامس عشر بالقارة الأوربية، وهناك من يعتقد أن المرض تم نقله من طرف كريستوف كولومب و رفاقه البحارة ، وانتشر هذا المرض بشكل سريع، ليصبح من أخطر الأمراض التي مرت في تاريخ البشرية ، حيث انتشر بشكل مخيف، وكان للحروب في فترة ظهوره دورا كبيرا في انتشاره  بسبب الفوضى و الانحلال.



ولعلاج هذا المرض لجأ الأطباء في البداية إلى  بعض الوصفات التي لم تعطي أية  نتائج مثل العمل على التعرق الغزير، و الحمامات الساخنة، ثم تم استعمال الزئبق كعلاج رئيسي، على مدى ثلاثة قرون، ومع منتصف القرن التاسع عشر تمت إضافة يودور البوتاسيوم إلى العلاج المعتمد سابقا، و رغم أن العلاج كان يتطلب وقتا طويلا إلا أن النتائج كانت مشجعة.



ومع بداية القرن العشرين توصل الباحثان بوردي Bordet و وصرمان  Wasserman إلى  طريقة بيولوجية لتشخيص المرض، وهذه الطريقة معروفة بالحرفين الأولين من اسميهما "B.W" وبعد أربعين سنة تقريبا  من اكتشاف هذه الطريقة و في سنة 1943  توصل   ما هوني Mahony أن البنسلين تشكل علاجا فعالا للمرض، ولا يزال هذا الدواء علاج لحد يومنا هذا.



مراحل داء الزهري

يتطور داء الزهري عبر ثلاث مراحل متتالية و لكل مرحلة أعراض خاصة.



المرحلة الأولى من داء الزهري

في هذه المرحلة يكون الميكروب الزهري في فترة الحضانة ، حيث أنه بعد العلاقة الجنسية مباشرة،  ينفذ إلى جسم الضحية و يبدأ  في التكاثر، في هذه الأثناء لا يظهر على الشخص أي عرض من الأعراض، وتمتد هذه الفترة إلى ثلاث أسابيع وقد تكون أقل وقد تتعدها بكثير.



وبعد انتهاء فترة الحضانة تظهر قرحة بالعضو التناسلي للرجل و تسمى بالقرحة الأولية Chancre Primaire، على شكل قرحة دائرية مسطحة مرنة ، تكون ذات حواف واضحة، ويكون لها في أغلب الحالات لونا ورديا، ويصاحب هذه القرحة الأولية  تورمات عقدية على مستوى المنطقة الاربية، أي بين الفخذ والبطن، أما بالنسبة  للمرأة فقد تظهر القرحة الأولية على الفرج، أو المهبل، أو عنق الرحم، و نادرا ما تفطن المرأة إلى إصابتها بهذا المرض في هذه المرحلة.



و للإشارة فإن القرحة  الأولية قد تظهر في بعض الحالات على مستوى الشرج، أو الثدي، أو اللسان، أو الشفتين، أو اللوزتين، وبغض النظر عن المنطقة التي ظهرت بها فإن هذه القرحة تختفي تلقائيا في ظرف أسابيع قليلة الشيء الذي يخلق طمأنينة زائفة لدى المصاب و الذي يعتقد أنه شوفي دون اتباع أي علاج.



المرحلة الثانية من داء الزهري

إذا  ما تم علاج المرض مبكرا فإن المريض سوف يشفى بكيفية نهائية دون الوصول إلى المرحلة الثانية، التي تبدأ بعد مرور شهرين إلى ثلاثة أشهر من ظهور القرحة الأولية،  و من أعراض المرحلة الثانية من داء الزهري،  ظهور طفح جلدي  Eruption على الخاصرتين على شكل بقع  وردية، سرعان ما تنتشر في مناطق متعددة من الجسم،  ويستثنى من هذه المناطق الوجه و العنق، وفي الغالب لا يلي المصاب اهتمام لهذه البقع، نظرا لخفوتها، كما أن هذه البقع تختفي دون أن تخلف أي أثر سوى بعض البقع البيضاء، و التي يسميها الأطباء "عقد فينوس" غير أنه وبعد مرور أسابيع على زوال هذا  الطفح،  تزهر بثور جلدية ناتئة على جسم المصاب و تسمى هذه  الحالة بالإزهار الثاني  للمرض، وهذه البثور تظهر تدريجيا و على شكل دفوعات حيث تصيب بالخصوص راحتي اليدين، و أخمص القدمين ، و قد تصيب كافة مناطق الجسم بما في ذلك الوجه،  ويصاحب هذا الإزهار في بعض الأحيان بعض الأعراض مثل الحمى، والصداع،  والإنهاك الشديد.



وتستمر هذه الأعراض من ثلاث إلى أربع أسابيع لتختفي تلقائيا، وكما في المرحلة الأولى يعتقد المصاب أنه شفي، غير أن في الواقع  المكروب الزهري يستمر في إتلاف الأنسجة في صمت ، وبعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة.  



المرحلة الثالثة من داء الزهري

إذا أهمل هذا المرض ستكون نتائج هذا الإهمال خطيرة، و تبدأ أعراض جديدة في الظهور بعد بضع سنوات من مرور المرحلة الثانية ، في الوقت الذي يظن فيه المريض أنه شفي، و تتميز المرحلة الثالثة بتفشي الإصابة على مستوى كافة أعضاء الجسم ، و تصبح الإصابة أخطر عندما تصل إلى القلب والشريان الأبهر Aorte، الذي يعتبر أضخم شريان في الجسم، و نظر للدور الذي يلعبه هذا الشريان، فإن إصابته بأعراض مرض الزهري، يشكل خطرا كبيرا على المصاب، فقد تترتب عن ذلك مضاعفات قد تعرض حياة  المريض للخطر في أي لحظة.



 وتشكل إصابة الجهاز العصبي بأعراض مرض الزهري خطورة على المصاب، بالإضافة إلى هذه الخطورة، فإن  هذه الإصابة  لا تظهر إلا بعد عدة سنوات على انقضاء المرحلة الثانية من المرض، وينتج عن هذه الإصابة مرض يسمى بداء السهام Tabés،  وهذا الداء يكون مصحوبا باضطرابات عصبية، مع ألم شديد على مستوى الأطراف، بالإضافة إلى أن المريض يصبح غير قادر على الحفاظ  على توازنه، ويسبب هذا المرض للمصاب حالة من الخرف موغلة،  نتيجة إصابة المخ والسحايا بالداء.



وتظهر على المريض طباعا مغيرة لطبعه شيئا فشيئا حتى يصبر عنده عجزا تاما عن التوجه في المكان و الزمان، فقد يضل طريقه بسهولة عن محل سكناه، ويسأل عن الساعة دون توقف، كما يصبح مضطرب الذاكرة، و مضطرب النوم، وقد ينتابه شعور بأنه مضطهد من قبل الآخرين وحتى من قبل أفراد عائلته المقربين.



لكل ما سبق ، فإن المضاعفات التي سبق ذكرها يمكن أن يتفاداها المصاب إذا تمت معالجة المرض مبكرا،  أي منذ القرحة الأولية، كما يمكن تفادي الإصابة بهذا المرض باتباع إجراءات وقائية أساسية ، تجعل الشخص في مأمن من هذا المرض.



تشخيص مرض الزهري

خلال عرضنا لأعراض مرض الزهري،  تمت الإشارة إلى أن الأعراض المذكورة تختفي تلقائيا، الشيء الذي يجعل المريض يضن أنه شفي،  و يهمل استشارة الطبيب في حالة لم يكن لديه معلومات مسبقة عن المرض، وفي المرحلة الثانية بالإضافة إلى كون الأعراض تختفي تلقائيا فهي ليست لها هي خصوصية تميزها عن باقي الأمراض الجلدية الأخرى، مما يصعب معه  تشخيص المرض، لذلك في هذه المرحلة يطلق عليه الأطباء بمخادع او المقلد الأكبر



ويعتبر التشخيص في هذه المرحلة أمرا ليس بالهين، لذلك يلجأ الأطباء إلى الفحص البيولوجي لتشخيص مرض الزهري، إذا ما تبين لهم أن الأمر يتعلق بمرض جلدي مستشر، أو متطور على دفعات، كما أن الفحص البيولوجي يعد إلزاميا للمرأة الحامل، لأنه من الضروري أن تخضع كل امرأة حامل إلى فحص بيولوجي للدم، للتأكد من عدم إصابتها بمرض الزهري،  لأن بكتيريا هذا المرض قادرة على الانتقال إلى الجنين وعلى إصابته بمختلف الأضرار.



هل يمكن الشفاء من داء الزهري

داء الزهري  Syphilis




يمكن علاج داء الزهري،  إلا أن اتباع هذا علاج يستوجب أن يتم باستشارة طبية، إذ لابدا أن يتم تشخيص المرض من قبل الطبيب،  واستشارة الطبيب تبقى ضرورية لأن هناك بعض الأشخاص لديهم حساسية من مادة البنسلين، و التي يمكن تعويضها ببعض المضادات الحيوية التي لها فعاليتها في علاج مرض الزهري.