مرض السيلان ومرض السيدا وما يرافقهما من معاناة في صمت
مرض السيلان
السيلان هو مرض من الأمراض ذات الانتقال الجنسي، فهو مرض ينتقل من شخص لأخر عبر الاتصال الجنسي، ويعتبر السيلان من أكثر الأمراض الناتجة عن العلاقات الجنسية شيوعا، كما أن الجرثوم الذي يسبب هذا المرض اكتسب مقاومة للعديد من المضادات الحيوية الشيء الذي أصبح يطرح العديد من المشاكل العلاجية .
أعراض مرض السيلان
عند انتقال الجرثوم المسبب لمرض السيلان إلى الرجل فإن أعراض المرض تظهر عليه بعد يومين من العلاقة الجنسية تقريبا، خلافا للمرأة التي تظهر عليها أعراض مرض السيلان بشكل خافت أو قد لا تظهر نهائيا، مما قد ينعكس سلبا على معرفة و تحديد المرض و واتباع العلاج المبكر، فمن جهة سوف يضل المرض يتطور في في صمت إلى حين حدوث مضاعفات خطيرة، وتكون مصدر للعدوى دون معرفتها لذلك، ومن أعراض مرض السيلان ما يلي :
- ألم شديد أثناء التبول : يعد الألم الشديد أثناء التبول من أهم الأعراض التي تظهر على المصاب بداء السيلان، فهو يصبح يعاني معاناة حقيقة في كل مرة،
- تغير لون البول : يتغير لون البول عند المصاب بداء السيلان بشكل ملحوظ حيث يصبح عكرا،
- نزول سائل متقيح على شكل قطرات، يميل لونه للخضرة من فتحة العضو التناسلي للرجل، و هذا السائل عند رأيته بالمجهر فهو عبارة عند مجموعة من المكروبات شكلها شبيه بحبوب القهوة و تسمى ب" الغونوكوك" Gonocoque.
- التهابات مفصلية : تظهر عند المصاب بداء السيلان التهابات مفصلية يصعب علاجها،
- تضيق الإحليل : ومع استفحال المرض تزداد المضاعفات، ومن بينها تضيق الإحليل، وهو الذي يربط بين المثانة و الخارج مما سيأثر وبشكل سلبي على عمل الكليتين،
- ظهور التهاب شديد مصحوب بتقيح على مستوى العينين عند الجنين : أثناء مرور الجنين بالمسالك التناسلية التي تعج بالمكروبات لدى المرأة المصابة، يتعرض للعدوى،
- العقم : قد تصاب المرأة و الرجل على حد السواء بالعقم بسبب الإصابة بداء السيلان.
العلاج
يعالج السيلان بواسطة المضادات الحيوية Antibiotiques، ويأخذ الدواء بشكل متقطع عبر أيام وقد يلجأ الأطباء إلى إعطاء الدواء للمريض دفعة واحدة، مع إجراء فحوصات بيولوجية للتأكد من عدم إصابة المريض بداء الزهري و هو أيضا مرضا من الأمراض الناتجة عن العلاقات الجنسية.
وينصح الأطباء مرضاهم بضرورة الابتعاد الكلي عن العلاقات الجنسية، وعن تناول الكحول، والبهارات،
مرض السيدا
يعتبر مرض السيدا أو الإيدز، وهما إسمان لمرض واحد، كما أن إسم السيدا مستمد من الحروف الأولى الأربعة للإسم الذي يحمله باللغة الفرنسية .S.I.D.A، ويعني " داء فقدان المناعة المكتسبة" و إسم إيدز استمد من من اللغة الإنجليزية .A.I.D.S، وأطلق هذان الاسمان بعد ظهور المرض بثلاث سنوات، ويعتبر من أخطر الأمراض الحالية التي تنقل عبر العلاقات الجنسية، كما أن مرض السيدا يمكن أن ينتقل عن طريق الدم الملوث، خاصة لدى مدمني المخدرات الذين يستعملون الحقن، أو نقل دم من شخص متبرع حامل للفيروس
وقد تم تشخيص أول حالات الإصابة بالسيدا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1979، وكان المرضى الأوائل من الشواذ الجنسيين، إلا أنه ما لبث أن ظهرت حالات مرضية أخرى لدى اشخاص يتعاطون للمنوعات عن طريق الحقن، كما ظهرت حالات أخرى عند مرضى Hemophiles، كون هؤلاء المرضى يحتاجون الإمداد بالدم كلما أصيبوا بنزيف شديد، كما تم اكتشاف حالات أخرى بإفريقيا الاستوائية و بالضبط في هايتي، لينتقل بعد ذلك إلى أوربا ثم باقي العالم، في حين لم يكتشف فيروس المرض إلا سنة 1983، ومنذ ذلك الحين والأخصائيون يقومون بأبحاث ودراسات في محاولة منهم لإيجاد لقاح واقي من المرض، أو علاج فعال، لكن تبقى كل هذه الجهود دون جدوى،
كيف ينتقل فيروس السيدا من شخص لأخر
يتم العثور على فيروس السيد عند انتقاله من من شخص لأخر إما في السائل المنوي للرجل، أو الافرازات المهبلية عند المرأة أو يعثر عليه في الدم،، وينتقل هذا الداء بطريقتين ،الأولى و تكون عن طريق الممارسة الجنسية الطبيعية، و الثانية تنتقل العدوى فيها عبر الدم إما عن طريق الإبر الحاقنة التي يستعملها المدمنون دون تعقيم، أو حقن دم ملوث لشخص مريض، ويمكن أن تنتقل العدوى عن طريق الدم إلى الجنين إذا كانت الأم مصابة بداء السيدا.
وينصح الأطباء بالنسبة للأمراض التي تستوجب علاج بالحقن استعمال الحقن البلاستيكية ذات الاستعمال الوحيد.
كيف يهاجم فيروس السيدا جسم حامله
إذا ما نفذ فيروس السيدا إلى جسم الإنسان، فهو يتصدى للجهاز المناعي على خلاف الأمراض الفيروسية الأخرى، حيث يتصدى لها جهاز المناعة، غير أن خطورة فيروس السيدا تكمن أنه يبقى نائما داخل الجسم ولمدة طويلة، فهو لا يبدئ في تدمير الخلايا اللمفاوية مباشرة عند دخوله للجسم، و في هذه الفترة تعمل الخلايا المناعية بشكل طبيعي، ويبقى الشخص حامل للفيروس دون أن تظهر عليه أية أعراض من الأعراض التي تميز مرض الإيدز، و إذا ما بدأ الفيروس في التكاثر فإنه يشرع في تدمير الجهاز المناعي، و ينتقل آنذاك الشخص من حامل الفيروس إلى مريض بداء السيدا.
الختان و السيدا
برهنت الأبحاث التي قام بها البروفيسور Peter Peiot و فريقه، على أن عملية الختان تساعد إلى حد ما على الوقاية من داء السيدا، ذلك أن الفيروس ينفذ إلى جسم الرجل عبر المخاطية التي تكسو رأس القضيب، كون البشرة أو القلفة التي تحيط برأس القضيب تشكل وسطا ملائما لتكاثر الفيروسات، و بالتالي فإن الختان و الذي يعتبر عملية إزالة تلك القلفة يحول و بشكل كبير الإصابة بداء السيدا،
وهكذا يبدو جليا ان للختان دورا إيجابيا للوقاية من مرض السيدا و الذي جاء عكس نظرية الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، و التي كانت و على امتداد سنوات ضد عملية الختان، و ترفض الإقرار بما تنطوي عليه هذه العملية من مزايا، غير أن ظهور و انتشار داء السيدا جعلهم يغيرون رأيهم تدريجيا من عملية الختان.
أعراض داء السيدا
خلال الأسابيع الأولى التي ينفذ فيها الفيروس إلى الجسم لا تظهر أية أعراض على الشخص الحامل للفيروس، و تسمى هذه الفترة بفترة الحضانة، Incubation، وبعد مرور هذه الفترة تظهر أعراض طفيفة على المصاب تشبه أعراض الزكام، مما يجعل المصاب لا يليها أي اهتمام، حتى تزول، وتليها بعد ذلك فترة قد تكون طويلة لا يشعر فيها المريض بي أعراض تدل على المرض، و السبب هو أن الفيروس كما ذكرنا سابقا يكون نائما، وفي حالة ما قام الشخص بفحص للمصل وهو سائل يستخلص من دمه، فيتبين أنه حامل للفيروس، وهذه المرحلة تسمى مرحلة المصل الإيجابي Sero -Positivite وفي هذه الحالة فالشخص المصاب لم يصل إلى درجة المرض، وفي نفس الوقت هو ليس معافى، و في هذه الفترة إذا لم يقوم الحامل للفيروس بالفحص فإنه لا يعلم أنه مصاب وبالتالي قد يتسبب في نقل العدوى إلى أشخاص أخرين. ويمكن أن تصل مرحلة المصل الإيجابي إلى عشر سنوات، وقد تزيد أو تقل من شخص لأخر، وفي حالة ما استيقظ الفيروس وهاجم الخلايا المناعية و قام بتدميرها، يدخل الشخص المصاب في مرحلة المرض، وفي هذه الحالة يصبح المريض معرض لجميع أنواع الامراض الناتجة عن الطفيليات و البكتيريا.
ويصاب الشخص عند وصوله لمرحلة المرض إلى هزال شديد في وقت وجيز جدا، و قد تظهر عليه أورام سرطانية مثل السرطانات اللمفاوية.
تشخيص المرض
إن تشخيص السيدا في مرحلة المرض أمر سهل و لا تكتنفه أية صعوبة، ولكن الشيء الإيجابي هو أن يتم تشخيص المرض في مراحلة " المصل الإيجابي" بمعني قبل ظهور الأعراض السريرية، وذلك لمساعدة المصاب، و لاتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية لتفادي انتقال الفيروس من الشخص المصاب إلى الاخرين،
أما الطريقة المعتمدة في تشخيص داء السيدا، هو أنه عندما ينفذ الفيروس إلى جسم الإنسان، يقوم الجسم بإنتاج مضادات فيروسية Anticorp ، و بواسطة تقنيات متطورة يتمكن أخصائي المختبر من التأكد من وجود هذه الاجسام المضادة في جسم المصاب.، و من التقنيات البيولوجيا الأكثر استعمالا بهذا الخصوص هي تقنية تسمى " Elisa " وسبب اعتماد هذه التقنية هو دقتها نتائجها، و التي تنعدم فيها نسبة الخطأ، وداء السيدا لا يمكن تشخيصه إلا بعد مرور ثلاثة اشهر من تواجد الفيروس في الجسم، لأن الأجسام المضادة تكون قليلة جدا لا تسمح بالتشخيص.
ما هو علاج داء السيدا
رغم الجهود المبذولة والأبحاث التي أنجزت، لم يتوصل الباحثون إلى أي دواء معين لعلاج داء السيدا، غير أن هناك بعض العلاجات لإطالة مدة مرحلة المصل الإيجابي، أو التخفيف من مضاعفات المرض، كما يلجأ الأطباء إلى استعمال المضادات الحيوية القوية، ومضادات الطفيليات و الفطر.
غير أنه مؤخرا وحسب فريق طبي لأمريكي هناك شخصين أو ثلاثة مصابين بداء السيدا تم شفاءهم عن طريق زرع خلايا جذعية.
طرق الوقاية من داء السيدا
إن التوعية بالطريقة التي ينتقل بها هذا المرض، والتي سبق وأن أشرنا إليها سابقا وهي أن المرض ينتقل عبر العلاقات الجنسية المباشرة، أو عبر الدم، أو عبر الحقن
وفيما يخص الجانب الجنسي فإن السلوك الجنسي السليم يقي من الإصابة، ويجعل الإنسان في مأمن من العدوى، أما بالنسبة للأشخاص الذين علاقتهم الجنسية تتميز بعدم الاستقرار فيبقى العازل الطبي الحل الوحيد لتفادي الإصابة.
وفيما يخص الدم فيستوجب المراقبة الصارم لدم المتبرع الذي يراد حقنه للمريض، والتأكد من خلوه من الفيروس المسبب لداء السيدا.
وبالنسبة للحقن فيجب تجنب استعمال حقن سبق استعمالها، ومن الأحسن التوجه نحو استعمال الحقنة الوحيدة الاستعمال.
وبما أن لكل داء دواء فإن الأمل في القضاء على فيروس فقدان المناعة المكتسبة، يضل معقودا على إجاد لقاح فعال ينقض البشرية من هذا المرض الفتاك.