داء الشقيقة أو الصداع النصفي
يعاني أغلب الأشخاص في وقتنا الحالي من الصداع المزمن ، ويمكن تقسيم أنواع الصداع المزمن إلى أربع أنواع وهي :
1 - الصداع النفسي والذي يمثل نسبة مهمة من الحالات،
2- داء الشقيقة،
3- الصداع الناتج عن ورم في الدماغ ،
4- الصداع المترتب عن أسباب عضوية أخرى.
و في هذا المقال سوف نتحدث بالتفصيل عن النوعين الأولين من الصداع المزمن هما :
- الصداع النفسي و الذي يمثل نسبة مهمة من الحالات،
- داء الشقيقة.
1- تعريف الصداع المزمن
الصداع المزمن هو ذلك الصداع الذي يخلق حالة من المعاناة المستدامة، والذي تكون أسبابه المباشرة غير واضحة، مما يضطر معه المريض الى التنقل من طبيب لأخر، أملا في وضع حدا نهائيا و سريعا لمعاناته.
أسباب الصداع المزمن
أسباب الصداع المزمن هي الأسباب الأربعة التي ذكرناها أعلاه من باب التبسيط فقط و ذلك لتعدد الأسباب مما يجعل الأمر في غاية التعقيد.
1- الصداع النفسي :
هذا النوع من الصداع يكون غالبا مرتبطا بإيقاع الحياة اليومية، المتسم بسرعته و وطأته الشديدة، و بتداخل الصراعات و جديتها، سواء الصراعات الظاهرة، و التي تتمثل غالبا في الصراعات المهنية والعائلية، أو الصراعات الدفينة في اللاوعي التي تعمل في الأعماق.
و المصابون بهذا النوع من الصداع عند استشارة الطبيب لا تتوصل الفحوصات ْإلى العثور على أي سبب عضوي، وهذا النوع من الصداع يطلق عليه الأطباء الصداع النفسي .
بسبب العوامل النفسية المختلفة لهذا النوع من الصداع المزمن فإن المرضى لا يشكلون فئة مماثلة ، لدى وجب دراسة خاصة لبنية الشخصية لكل مريض على حدى، ففي أغلب الحالات يكون الإرهاق المستمر بمثابة عامل رئيسي في حدوث الصداع بصفة مستمرة و في هذه الحالة وجب تنبيه المصاب بهذا النوع من الصداع المزمن إلى وجوب إعادة النظر في إيقاع حياته، ومثل هؤلاء غالبا ما يغلبون حس المسؤولية على جانب الراحة، وعادة ما يحملون أنفسهم أكثر من طاقتهم .
و يندرج الصداع المزمن المرتبط بالصداع النفسي ضمن مجموعة من الاضطرابات العصبية ، و المرتبطة بالصراعات النفسية على مستوى اللاشعور، كما أن الشخص العصبي المصاب بالصداع المزمن، قد يعرض عن بذل أي جهد، وفي بعض الأحيان الامتناع كليا عن العمل.
ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بالصداع المزمن المرتبط بالضغوط النفسية المرتبطة بالحياة المهنية بضرورة الخلود للراحة من حين لأخر من أجل إحداث قطيعة مرحلية مع الصراعات المهنية.
وهناك من يعاني من صداع مزمن، و لتحسين حالتهم يكفي فقط أن يجدون من يصغي لمعاناتهم.
و تحتل " الهيبوكوندريا " Hypochondria حسب الأخصائيين مكانة خاصة، ويواجه الأطباء صعوبة التعامل مع هؤلاء المرضى الذين يحاولون أن يفرضوا حقيقة مرضهم، كما أن المصاب بهذا النوع من الصداع النفسي، يحاول أن يفرض على الطبيب نوعية الفحوصات ، ويتدخل في وصفة الدواء.
ويعتبر الصداع المزمن المرتبط بالحالة النفسية أو ما يسمى بالصداع النفسي، واحد من أكثر الاضطرابات شيوعا التي تسجل في العيادات الطبية.
يتعين إيلاء أهمية للصداع المزمن المرتبط بالاكتئاب النفسي، كونه يؤدي إلى كآبة طاغية دون معرفة سبب واضح ، وتبدو أعراضه طفيفة على المريض ، حيث ما يبديه هذا الأخير من كآبة عميقة يبدو غير منطقيا، وعلى عكس ذلك تنهال على المريض أفكار سوداء ، ويصاب بيأس مطلق ويصبح عاجزا عن القيام بأدنى مجهود.
الصداع النفسي تتمثل أعراضه في الصداع المزمن حيث أن لا الكآبة العميقة و لا أي أعراض تظهر على هذا المريض، فهو يشتكي من ألم مستدام داخل الجمجمة، و يطلق على هذا النوع من الاكتئاب النفسي، الاكتئاب المقنع - Dépression masquée.
2- داء الشقيقة
ما هو التعريف الطبي للشقيقة ؟
كلمة الشقيقة Migraine تستعمل للدلالة على الصداع الذي يصيب نصف الجمجمة دون النصف الآخر، ويطلق عليه أيضا الصداع النصفي Hémicrânie.
داء الشقيقة من أسباب الصداع المزمن، وهو نوبات من الصداع النصفي الذي يصيب الجمجمة دون النصف الأخر، و يسبب ألما نابضا ، ولا تنحصر أعراض الشقيقة على الصداع الذي يصيب نصف الجمجمة، إذ يشعر المريض في الوقت نفسه باضطرابات هضمية و بتوتر شديد، يصاحبها قيء و غثيان، و المريض بهذا النوع من الصداع تكون لديه حساسية من الضوء و الصوت.
يسبب داء الشقيقة ألم شديد قد يمتد إلى أيام، قد يضطر معه المريض إلى التعارض مع ممارسة أنشطته اليومية.
قد يصاب بداء الشقيقة كلا الجنسين ذكورا و إناثا ، كبار و صغار، وهناك أربعة مراحل لنوبة الصداع المزمن الناتج عن داء الشقيقة ، ولكن لا تحدث كل هذه المراحل بالضرورة مرة واحدة، او المصاب بداء الشقيقة سيمر حتما بهذه المراحل، وهي :
1- الباردة : هذه المرحلة تحدث قبل الصداع بساعات أو أيام،
2- الاورة : هي المرحلة تسبق الصداع مباشرة،
3- النوبة: وهي عادة ما تبدأ بالتدريج إلى إن تصل لتكون أكثر شدة،
4- الخاتمة : وهي الشعور عقب انتهاء نوبة الصداع.
أسباب داء الشقيقة
تندرج الشقيقة أو الصداع النصفي ضمن الأمراض الشائعة، و على الرغم من أن الطب خطا خطوة كبيرة في معرفة أسرار هذا المرض ، فلا تزال أسئلة كثيرة لم يتوصل الأطباء إلى جواب لها، غير أنه وجب التأكيد على خاصية أساسية لداء الشقيقة تتمثل في كون أن هذا الصداع المزمن ناتج عن اضطراب عابر في وظائف الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى الدماغ، ولكن يبقى السبب أو الأسباب وراء هذا الاضطراب الوظيفي للشرايين غير معروفة، فقط هناك بعض النظريات التي تفتقر إلى براهين علمية ملموسة.
الشقيقة و الإرهاق
يمثل المصابون بهذا المرض نسبة لا يستهان بها من زبائن الأطباء، ولا يستثنى مجتمع أو وسط اجتماعي من مرض الشقيقة، إن وطأة الحياة اليومية تعتبر عامل مساعد على اشتداد نوبات المرض، بسبب الإرهاق الجسدي و النفسي المستديم، مع عدم الإقبال بشكل منتظم على وسائل التسلية و الترفيه، ولعل هذا ما يفسر إلى حد ما اشتداد نوبات الشقيقة لدى النساء مقارنة مع الرجال و خاصة في الأوساط الفقيرة، حيث يتحملن من الأعباء ما لا يترك لهن مجالا لاسترجاع الانفاس.
ماذا عن علاج الشقيقة
هناك أربع فئات من الأدوية :
- مضادات الألم مثل الأسبرين،
- الأدوية المقلصة للشرايين،
- الأدوية المقلصة للشرايين،
- مضادات القيء،
- مضادات الالتهاب.
وبالإمكان تناول عدد من الأدوية بكيفية متزامنة لعلاج الشقيقة، طبعا تحت إشراف طبي لتفادي التأثيرات الجانبية.
وفي الأخير تبقى الاستشارة الطبية المنتظمة التي تهدف إلى مواكبة تطور المرض المسلك الأساسي لعلاج الصداع المزمن بجميع انواعه.